تُعدّ عملية تكميم المعدة واحدة من أشهر حلول علاج السمنة في السنوات الأخيرة، لكنها ليست مناسبة للجميع. فنجاح العملية يعتمد بشكل كبير على مدى توافر شروط محددة، وإجراء تقييم شامل وتجهيز دقيق قبل العملية. لذلك يحرص د. أسامة خليل، أستاذ مساعد واستشاري جراحات السمنة المفرطة، على وضع خطة تأهيل متكاملة تساعد المريض على الوصول لأفضل نتيجة ممكنة، وتحميه من أي مخاطر أو مضاعفات.
في هذا المقال نشرح بالتفصيل شروط وإجراءات التأهيل لعملية التكميم، ومَن هو المرشح المثالي، وما الفحوصات والتقييمات المطلوبة قبل اتخاذ القرار.
شروط عملية تكميم المعدة:
قبل الإقدام على عملية تكميم المعدة، يحتاج المريض للتأكد من توافر مجموعة من الشروط الأساسية التي تحدد مدى ملاءمة العملية لوزنه وحالته الصحية. هذه الشروط تساعد على ضمان الأمان وتحقيق أفضل النتائج، كما تتيح للطبيب تقييم الوضع بدقة قبل اتخاذ القرار النهائي.
ما هي عملية تكميم المعدة؟
عملية تكميم المعدة هي إجراء جراحي يتم بالمنظار، يهدف إلى تصغير حجم المعدة بنسبة تصل إلى 70 - 80%، بحيث يشعر المريض بالشبع سريعًا بتناول كميات أقل من الطعام.
ولا تؤثّر عملية تكميم المعدة على امتصاص الطعام، لكنها تغيّر شكل المعدة وتقلّل من هرمون الجوع (الجريلين)، مما يساعد على فقدان الوزن بشكل مستمر.
وتُعد العملية من أنجح جراحات السمنة، حيث يفقد المريض ما بين 60 - 75% من وزنه الزائد خلال العام الأول، بشرط الالتزام بتعليمات الطبيب.
ما هي شروط عملية تكميم المعدة؟
تختلف شروط التكميم من مريض لآخر، لكن هناك معايير طبية أساسية يعتمد عليها الأطباء لتحديد مدى أهلية المريض لإجراء العملية، من أهمها:
1. مؤشر كتلة الجسم (BMI): يجب أن يكون مؤشر كتلة الجسم 40 أو أكثر، أو يكون 35 - 39.9 مع وجود مشكلات صحية مرتبطة بالسمنة مثل:
- ارتفاع ضغط الدم.
- السكر من النوع الثاني.
- توقف التنفس أثناء النوم.
- آلام المفاصل الشديدة.
2. فشل محاولات إنقاص الوزن: أن يكون المريض قد حاول سابقًا إنقاص وزنه بالطرق التقليدية مثل الدايت والرياضة، ولكن دون نتائج كافية أو دائمة.
3. الحالة الصحية العامة: أن يكون المريض قادرًا على تحمل التخدير والجراحة، ولا يعاني من مشكلات صحية تمنع إجراء العملية مثل الفشل الكبدي أو الكلوي المتقدم، أو مشكلات قلبية غير مستقرة.
4. السن المناسب: عادة ما يتم إجراء العملية للأعمار بين 18 و60 عامًا، وقد تُجرى خارج هذه الفئة وفق تقدير الطبيب وحالة المريض.
5. الاستعداد لتغيير نمط الحياة: يجب أن يكون المريض مستعدًا للالتزام بنظام غذائي جديد، والمتابعة الطبية، وممارسة الرياضة لضمان نجاح العملية على المدى الطويل.
الفحوصات المطلوبة قبل عملية التكميم:
قبل إجراء عملية التكميم، يطلب د. أسامة خليل مجموعة من الفحوصات الأساسية التي تساعده على تقييم الحالة الصحية للمريض بدقة والتأكد من جاهزيته للجراحة. وتشمل هذه الفحوصات:
1. تحاليل الدم الشاملة:
- صورة دم كاملة (CBC).
- ظائف الكبد والكلى.
- تحليل سكر صائم وفاطر.
- مستوى فيتامين د، B12، الحديد، والكالسيوم.
- مستوى الهرمونات عند الحاجة (مثل الغدة الدرقية).
2. أشعة وتحاليل الجهاز الهضمي:
- أشعة على البطن بالسونار لتقييم الكبد والمرارة.
- منظار معدة في بعض الحالات للكشف عن التهابات، قرحة، أو ارتجاع شديد.
- أشعة صدر وأحيانًا رسم قلب حسب العمر والحالة الصحية.
3. تقييم القلب والتنفس: إذا كان المريض يعاني من مشكلات صحية مزمنة، قد يحتاج:
- تقييم من طبيب القلب.
- اختبار وظائف التنفس.
4. فحص تغذية: لتقييم نقص الفيتامينات والمعادن ووضع خطة لتعويضها قبل العملية إذا لزم الأمر.
هذه الفحوصات تساعد الطبيب على تحديد أفضل خطة للجراحة وضمان أعلى درجات الأمان.
التقييم النفسي قبل العملية:
يُعد التقييم النفسي خطوة أساسية قبل التكميم، لكنه ليس اختبارًا للنجاح أو الفشل، بل جزء مهم لضمان استعداد المريض للتغيير الكبير الذي سيحدث في نمط حياته بعد العملية. ويشمل هذا التقييم:
1. التأكد من قدرة المريض على الالتزام: يقيم الأخصائي النفسي مدى استعداد المريض للالتزام بالنظام الغذائي، والمتابعة الطبية، والنشاط البدني بعد العملية.
2. تقييم العلاقة بالأكل: إذا كان المريض يعاني من:
- الأكل العاطفي.
- الشره القهري.
- اضطرابات الأكل.
قد يحتاج إلى دعم سلوكي قبل العملية لضمان أفضل نتائج.
3. التأكد من عدم وجود اضطرابات نفسية حادة: يتحقق الطبيب من عدم وجود حالات قد تعيق التعافي مثل:
- الاكتئاب الحاد.
- القلق الشديد.
- الإدمان.
وفي حال وجودها، يتم التعامل معها أولًا لضمان أمان العملية.
4. الدعم النفسي بعد العملية: يساهم التقييم النفسي في تجهيز المريض للتغيرات الهرمونية والسلوكية بعد التكميم، وتقليل احتمالية العودة للعادات غير الصحية.
مراحل التأهيل قبل عملية التكميم:
تعدّ مرحلة التأهيل قبل عملية التكميم خطوة أساسية لضمان نجاح الجراحة وتحقيق أفضل نتائج ممكنة. وخلال هذه المرحلة يعمل الطبيب مع المريض على تهيئة الجسم والنفس والعادات الغذائية قبل العملية. وتشمل مراحل التأهيل:
1. تعديل النظام الغذائي قبل العملية: يُنصح المريض باتباع نظام منخفض السعرات والدهون لمدة 2 - 4 أسابيع قبل التكميم، بهدف:
- تقليل حجم الكبد لتسهيل الجراحة.
- تحسين وظائف الجسم قبل التخدير.
- بدء فقدان وزن تدريجي يمهّد للمرحلة التالية.
2. التوقف عن العادات غير الصحية: مثل:
- الامتناع عن التدخين لمدة أسبوعين على الأقل.
- تقليل الكافيين.
- التوقف عن المشروبات الغازية والسكريات.
هذه التغييرات ترفع من نسب نجاح العملية وتقلل من احتمالات حدوث مضاعفات.
3. البدء في نشاط بدني خفيف: مثل المشي 20 - 30 دقيقة يوميًا لتنشيط الدورة الدموية وتحسين التنفس قبل العملية، خاصة لمن يعانون من زيادة وزن كبيرة.
4. متابعة مع أخصائي تغذية: لتعليم المريض:
- طريقة الأكل بعد العملية.
- أحجام الوجبات.
- شكل البروتينات المطلوبة.
- كيفية تجنب المضاعفات الغذائية مثل القيء أو النقص الغذائي.
5. الاستعداد النفسي والسلوكي: يشمل ذلك فهم التغييرات التي ستحدث في نمط الحياة بعد العملية، والتحرر من بعض العادات مثل الأكل السريع أو الأكل أثناء التوتر.
نصائح د. أسامة خليل قبل العملية:
يقدم د. أسامة خليل مجموعة نصائح مهمة تساعد كل مريض على دخول العملية وهو في أفضل حالة صحية ممكنة، منها:
1. التزم جيدًا بالنظام الغذائي قبل الجراحة: فكلما التزم المريض بالنظام قبل العملية، أصبحت الجراحة أسهل وأسرع وأقل عرضة للمضاعفات.
2. لا تتناول أي أدوية دون إخبار الطبيب: قد تحتاج بعض الأدوية مثل مسيلات الدم أو المسكنات القوية إلى الإيقاف قبل العملية بأيام، لضمان الأمان الكامل أثناء الجراحة.
3. اشرب الكثير من الماء: يساعد الترطيب الجيد قبل العملية على التعافي السريع ويقلل الشعور بالإرهاق بعدها.
4. هيّئ نفسك لأسلوب حياة جديد: عملية التكميم ليست مجرد جراحة لفقدان الوزن، بل هي بداية لأسلوب جديد يعتمد على:
- تنظيم الوجبات.
- الحركة المنتظمة.
- الالتزام بالمتابعة الطبية والمكملات.
5. اسأل ولا تتردّد: يشجّع د. أسامة خليل كل مريض على طرح جميع الأسئلة المتعلقة بالجراحة لضمان وضوح الصورة كاملة قبل اتخاذ القرار.
وختامًا:
عملية تكميم المعدة هي خطوة علاجية مهمّة لمرضى السمنة المفرطة، لكنها لا تعتمد فقط على الجراحة، بل تبدأ من مرحلة التأهيل الجيد والالتزام بالشروط والفحوصات قبل العملية. فكلما استعدّ المريض بدنيًا ونفسيًا، وطبّق التعليمات الغذائية والسلوكية، كانت النتائج أكثر أمانًا وفاعلية على المدى الطويل.
ومع الخبرة الكبيرة التي يمتلكها د. أسامة خليل، أستاذ مساعد واستشاري جراحات السمنة المفرطة، يحصل المريض على تقييم شامل، وتأهيل دقيق قبل الجراحة، وخطة متابعة تضمن ثبات النتائج وتحقيق النزول الصحي والمستدام في الوزن.
فإذا كنت تفكر في إجراء التكميم وتريد معرفة مدى جاهزيتك، فالتأهيل السليم هو أول خطوة في الطريق الصحيح، وتقييم د. أسامة خليل سيساعدك على تحديد ما إذا كنت مؤهلاً للعملية واتخاذ القرار بثقة وأمان.