يعاني بعض مرضى السمنة من مشكلات في الجهاز الهضمي تتجاوز الوزن الزائد، من بينها فتق الحجاب الحاجز (Hiatal Hernia) الذي قد يتزامن مع الحاجة إلى عملية تكميم المعدة. في هذا المقال، نستعرض العلاقة بين فتق الحجاب الحاجز وعمليات التكميم، ونوضح هل يمكن أن تسبب العملية حدوث الفتق، أو كيف يؤثر وجوده على نتائجها، بالإضافة إلى أعراض فتق الحجاب الحاجز، طرق التشخيص، وأهم النصائح لتجنّب المضاعفات بعد الجراحة. كل ذلك يقدمه لكم الدكتور أسامة خليل بخبرته الطويلة في جراحات السمنة الدقيقة.
ما هو فتق الحجاب الحاجز؟
الفتق الحجابي أو فتق الحجاب الحاجز هو انزلاق جزء من المعدة، أو أحيانًا جزء من الأمعاء أو الطحال، إلى التجويف الصدري عبر فتحة طبيعية في الحجاب الحاجز. وهناك نوعان رئيسيان:
- الفتق الانزلاقي (Sliding): عندما ينزلق الجزء العلوي من المعدة عبر الفتحة.
- الفتق المتدحرج (Paraesophageal): ينزلق فيه جزء من المعدة إلى جوار المريء، وقد يسبب اختناق للمعدة أو حلقة انغلاق.
هذا الفتق يمكن أن يُسبب اضطرابات في وظيفة المريء وارتجاع الحمض المعدي، خاصةً لدى مرضى السمنة وخصوصًا بعد إجراء تكميم المعدة.
ما هي اسباب فتق الحجاب الحاجز؟
يحدث الفَتق نتيجة عدم إحكام الغلق الطبيعي للفتحة الموجودة في الحجاب الحاجز، وتتراوح أسبابه بين:
- زيادة الضغط داخل البطن: بسبب السمنة، الحمل، الكحة المزمنة أو الإجهاد أثناء التبرز.
- التقدم في العمر: مما يؤدي إلى ارتخاء الأنسجة الداعمة.
- الجراحات السابقة: في البطن أو الحجاب الحاجز.
- السمنة وزيادة الوزن: تزيد الضغط على المعدة والمريء وبالتالي تزيد من خطر الإصابة.
اعراض فتق الحجاب الحاجز:
قد تتفاوت اعراض فتق الحجاب الحاجز بين خفيفة وواضحة، وتشمل:
- حرقة في المريء (ارتجاع حمضي).
- ألم أو ضغط خلف عظمة الصدر.
- صعوبة في البلع أو إحساس بكتلة في الحلق.
- انتفاخ، غثيان، أو تقيؤ طارئ في الحالات المتقدمة.
- ضيق في التنفس أو ألم في الصدر في حالات الفتق المتدحرج.
كيف يتم تشخيص فتق الحجاب الحاجز؟
يتم تشخيص فتق الحجاب الحاجز بإحدى الطرق التالية:
- التنظير العلوي (Endoscopy): يسمح للطبيب بمراقبة الفتق وتقييم الحالة.
- تصوير بالأشعة السينية مع الباريوم: للكشف عن موقع المعدة داخل الصدر.
- الموجات الصوتية: على البطن أو الصدر.
- قياسات pH على المريء أو مناظير خاصة (Manometry): في حال الشك باضطراب الحركة.
هل فتق الحجاب الحاجز يؤثر على المعدة؟
نعم، قد يؤدي فتق الحجاب الحاجز إلى عدة مشاكل مرتبطة بوظائف المعدة والمريء، منها أنه:
- يسبب ارتجاع معدي مزمن (GERD)، خاصة بعد تكميم المعدة. وتشير الدراسات إلى تحسن أعراض الحموضة وحدتها بنسبة تقارب 10–15٪ فقط عند إصلاح الفتق مع التكميم.
- يمكن أن يسبب اختناق المعدة في الحالات الشديدة (الفتق المتدحرج).
- قد ينتج عنه قرحات أو نزيف في ثنيات المعدة (Cameron lesions) نتيجة الاحتكاك المستمر بالفتحة.
ما العلاقة بين فتق الحجاب الحاجز و التكميم؟
هناك علاقة وثيقة بين فتق الحجاب الحاجز وعمليات تكميم المعدة، حيث أن كثيرًا من مرضى السمنة الذين يخضعون لعملية التكميم قد يكون لديهم فتق حجابي غير مكتشف أو يعانون من ارتجاع معدي مزمن بسبب هذا الفتق. ولهذا، يحرص الجراحون عادة على فحص الحجاب الحاجز أثناء عملية التكميم، وإذا تم اكتشاف فتق يتم إصلاحه جراحيًا في نفس الوقت، مما يحسّن نتائج العملية ويقلل من احتمالات الارتجاع الحمضي بعد الجراحة.
حيث أظهرت الدراسات أن دمج تكميم المعدة مع إصلاح فتق الحجاب الحاجز يقلل من أعراض الارتجاع المعدي (GERD) بشكل ملحوظ مقارنة بإجراء التكميم فقط. لذلك، تعتمد كثير من المراكز المتخصصة هذه العادة كجزء من البروتوكول الجراحي.
هل عملية تكميم المعدة يسبب فتق الحجاب الحاجز؟
عادةً لا تسبب عملية التكميم فتق الحجاب الحاجز، لكن في بعض الحالات، قد يُلاحظ حدوث فتق بعد التكميم نتيجة لأحد الأسباب التالية:
- زيادة الضغط داخل البطن بعد فقدان الدهون الساندة أو مع الإمساك المزمن.
- السعال المزمن أو القيء المستمر بعد العملية.
- وجود فتق حجابي صغير لم يتم اكتشافه أو إصلاحه أثناء التكميم.
- الشد العضلي أو رفع الأثقال بعد الجراحة في مرحلة التعافي.
ولذلك، يلعب الفحص الجيد قبل وأثناء الجراحة دورًا كبيرًا في الوقاية من هذه المشكلة.
ما هو تأثير فتق الحجاب الحاجز على عملية تكميم المعدة؟
إذا لم يتم تشخيص فتق الحجاب الحاجز أو لم يُعالج أثناء التكميم، فإن تأثيراته قد تكون مزعجة، ومنها:
- زيادة خطر الارتجاع المريئي بسبب ضَعف الحاجز بين المريء والمعدة.
- صعوبة في فقدان الوزن بالشكل المطلوب إذا صاحب الفتق ارتجاع شديد يحدّ من قدرة المريض على تناول البروتينات أو الطعام الصحي.
- زيادة فرص الإصابة بالتهابات المريء وحرقة المعدة، مما يؤثر على جودة الحياة بعد العملية.
لذلك، من المهم جدًا معالجة الفتق أثناء التكميم أو حتى التفكير في إجراء جراحي مكمل مثل التحويل المصغر إذا كان الارتجاع شديدًا.
ما هي مضاعفات حدوث فتق الحجاب الحاجز بعد التكميم؟
في حال ظهور فتق الحجاب الحاجز بعد التكميم أو في حال لم يتم إصلاحه جيدًا، قد تحدث بعض المضاعفات، مثل:
- الارتجاع المعدي المريئي المزمن (GERD).
- آلام متكررة في أعلى البطن أو خلف عظمة القص.
- صعوبة في البلع أو الشعور بالاختناق بعد الأكل.
- تكون قرح في المريء بسبب الحمض المرتجع.
وفي بعض الحالات النادرة، قد يحدث انحباس جزء من المعدة داخل الصدر وهو ما يتطلب تدخلًا جراحيًا عاجلًا.
نصائح لتجنب فتق الحجاب الحاجز بعد التكميم؟
للتقليل من خطر حدوث فتق الحجاب الحاجز بعد التكميم، يُنصح باتباع الإرشادات التالية:
- اختيار جراح متخصص وذو خبرة في جراحات السمنة وإصلاح الفتق الحجابي، مثل الدكتور أسامة خليل أستاذ جراحات السمنة.
- إجراء فحوصات مسبقة كالتنظير أو أشعة الباريوم للتأكد من سلامة الحجاب الحاجز.
- الامتناع عن رفع الأثقال أو ممارسة مجهود بدني عنيف خلال أول شهرين بعد الجراحة.
- علاج الكحة أو الإمساك أو أي حالات تسبب ضغطًا على البطن بسرعة.
- الحفاظ على وزن صحي وتجنب العودة إلى العادات الغذائية الخاطئة.
- مراجعة الطبيب فورًا في حال ظهور أعراض مثل الحموضة الشديدة أو الألم الصدري بعد التكميم.
وختامًا:
يعتبر فهم العلاقة بين فتق الحجاب الحاجز و التكميم أمرًا ضروريًا لتحقيق نتائج جراحية آمنة وفعالة. ومع التشخيص السليم والمتابعة الدقيقة واختيار الجراح المناسب، يمكن تقليل المضاعفات وتحسين جودة حياة المريض بشكل كبير. فإذا كنت تعاني من أعراض ارتجاع أو تعاني من السمنة المفرطة وتفكر في التكميم، لا تتردد في استشارة د. أسامة خليل لتحديد الإجراء الأنسب لحالتك بدقة وأمان.
في بعض الحالات، يمكن التعايش مع فتق الحجاب الحاجز إذا كانت الأعراض بسيطة ويتم التحكم فيها بالأدوية وتغيير نمط الحياة، مثل تجنب الوجبات الدسمة والنوم بوضعية مائلة.
ومع ذلك، الحالات المتقدمة أو المصحوبة بارتجاع مزمن قد تتطلب تدخلًا جراحيًا، خاصة عند التفكير في عملية تكميم المعدة.
من أبرز مضاعفات فتق الحجاب الحاجز حدوث ارتجاع معدي مريئي مزمن، صعوبة في البلع، ألم في الصدر أو البطن، وقد تؤدي الحالات الشديدة إلى اختناق الفتق أو تقرحات في المريء بسبب الحمض المرتجع. لذا، من المهم تشخيص الحالة مبكرًا واختيار العلاج المناسب.